Tuesday, June 06, 2006

 

عــراقــي





حينما تحسّ ُ انك تستحقّ الحياة .. ولكن لاشئ في الحياة يمنحكَ هذا الحق ... فانتَ عراقي

حينما تحسّ ان انسانيتك قـد سُـلبتْ منك .. وحياتـُك وحياة ُ اطفالكَ لم تعد تهم احداَ سـواك فانت عراقي

حينما تحسّ ُ بالمهانةِ لحظة تترك بيتك متوجّها الى اي كوكب في العالم .. خال ٍ من الموتِ والدم والخراب ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ انك عبارة عن تاريخ ٍ من الحروبِ والجروح ِ والخيبات ِ والموت ِ والغياب .. كلها تمشي على الارض معك ... فانت عراقي

حينما تكون صغيراً في السن وتملؤك امراض الشيخوخة ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ انكَ – واطفالك – تدفعون ثمن اخطاءِ وعجرفةِ وظلم الآخرين .. بلا ذنب او سبب ..
فانت عراقي

حينما يحترمك الآخرون ويتعاطفون معك .. ولكنهم يعجزون غالباً عن الوقوف الى جانبك ...
فانت عراقي

حينما توجعك كرامتـُكَ حتى مع سائق ِالتاكسي الذي يأخذ منك اكثرَ من اُجرته ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ بالتحسـّـُر ِازاء نسمة هواءٍ تداعبُ خدّكَ ولا تداعبُ خدّ اُمكَ او اخيكَ اوصديقك ..
فانت عراقي

حينما تحسّ ُ انكَ أمامَ لحظاتِ الفرح ِالحقيقيةِ تبكي .. وتجدُ نفسكَ مذهولا ً هازئاً امام الموت ..
فانت عراقي

حينما يضحكُ الآخرون على النكاتِ الجميلةِ .. وانت لا تضحككَ سوى النكات الدامية... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ انك تحصي امواتك بشكل ٍ فـَـذ ..ولا تتنبهُ الى لحظاتِ الفرح ِالتي تمرّ بك... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ انك تموتُ ببطء .. والآخرونَ يزدادونَ بهاءً ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ انك اهمّ "عزيز قوم ٍ ذل" فوقَ الكرةِ الارضية ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ بالجوع .. وانت تمتلكُ ذهبَ الأرض وعناية َالسماء ... فانت عراقي

حينما تتحوّل حياتك الى كتلة ٍ من الأعصاب الملتهبة .. وتثور لأيّ سبب ... فانت عراقي

حينما ينتابكَ الحقدُ لأتفه ِالأسباب وانت تمتلكُ حباً يغطي الكرة َالأرضية ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ انك تكرهُ كلّ شئ حولك .. وما ان تغادرَ بلدكَ حتى تعشقَ تراب الشارع ِ الذي كنت تمشي عليه ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ ان كل بلدان العالم الجميل لا تساوي جلسة َسمر ٍعلى نهر ٍ عظيم ٍ اسمهُ : دجـلة ..
فانت عراقي

حينما تكون بعيداً .. وتحسّ ُ بوخز ِالضمير ِوانتَ تستمعُ لأخبار ِالعراق .. بدل ان تحمد الله على سلامتك من الموت ... فانت عراقي

حينما يستفزك الحنين – حتى وانت في قعر دارك – لحظة تسمع " حسين نعمة " ... فانت عراقي

حينما تمشي بخيلاء ٍامام َالآخرين .. وتنكسرُ امام مرآتك ... فانت عراقي
حينما تخسرُ عزيزاً او صديقاً او فرصة ً او وظيفة ً او نقوداً او حاجة ً ما .. وتحسّ ُ ان ذلك حدث فقط لأنك انت ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ – ولو مجرّد احساس – انك تعرف كلّ شئ عن الآخرين .. وهم لا يعرفون عنك اكثر مما تنـقلهُ الأخبار ... فانتَ عراقي

حينما تحسّ ُ انك وحدك تفهمُ ما يدور .. ووحدكَ تقفُ متصدّياً ومتحدياً وساخراً وزاخراً بالخسارت ومستـَلـَباً من انسانيتك ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ ان سوءَ الطالع ِيلازمك .. وتجتهدُ وتتفانى وتستبسلُ للحصول ِعلى ابسطِ الاشياء .. وفي النهايةِ .. قد تحصلُ على ما تريدُ .. وقد لا تحصل ... فانت عراقي

حينما تحسّ ُ ان عبارات مثل : " من جدّ وجد " و " لا يصحّ ُ الا الصحيح " .. هي مجرّد كلام ٍتافهٍ لا وجودَ له في الواقع .. ولا ينطبقُ على حياتك ِفي شئ ... فانت عراقي

حينما تفكـّرُ ان تنفدَ بجلدكَ من الارهابِ ومهرجاناتِ الدم اليوميةِ في بلدك .. وما ان تواجه الآخرين حتى يقال عنك بأنك ارهابي ... فانتَ عراقي

حينما تقفُ بالطوابير امام مباني السفاراتِ العربيةِ والعالميةِ والكونيةِ والفلكية .. وكل من يقفُ قبلك او بعدك يأخذ تأشيرتهُ .. إلاَ انت ... فانتَ عراقي

حينما تحسّ ُ ان كلّ يوم ٍ يمرُ بك هو اسوءُ من الذي سبقه .. وكل يوم ٍ مضى هو احسنُ مما سيجيء .. ومع ذلك تقول : الله كريم ... فانتَ عراقي

حينما تحسّ ُ انك لم تعد تستحقّ ُ الحياة .. ولكنك – مع ذلك – لا تنتحر ... فانتَ عراقي

رغم كل الكلام السابق ورغم كل ماقرانا من معاناة .. ورغم كل مانسمع .. يبقى لدينا بصيص امل مجهول ينتضرنا وينتضر مستقبلنا ان كان في بلدنا او خارج البلد ففي كلا الحالتين سابقى عراقي رغم كل الكلام رغم كل العوائق والصعوبات
ساتحدى عراقيتي ... لانني عراقي

Comments:
شكد لو اريد اكتب شي..حتى لو تعليق بسيط ما اعتقد راح يوصل للمستوى بهذا الموضوع الي اختاريته..لان حسيت بيه مفصل وذاكر هواية جوانب مهمة من حياتنا..احنة العراقيين...والله برغم الصعوبة الي دة نشوفها بحياتنا والاحداث الي دة تصير بعدنا متمسكين بالحياة...وبصراحة ما اعرف على شنو..لان مرات نوصل مرحلة يأس ونضيع خيط الامل الي متمسكين بيه..بس هم نرجع نكول لا..لازم نقاوم هذا الاحساس بالارهاق النفسي لان راح يأثر علينا سلبيا وما يخلينا نشوف الحياة من جانبها الحلو..الي فقد قيمته بهاي الايام بسبب الاحداث..لان هي الي صارت بطلة لمسرحيتنا الحالية..وهي العراق والي يصير..بس تدري شي...شكد ما جنا حاسين بأهميته..بس الوطن غالي كلش...صح احنة نكول تعبنا وملينا وماكو حياة هنا...بس اذا طلعنا ما راح نكدر نعيش بين اهلنا واصدقائنا مثل ما احنة هنا..وصدكني هذا الي مصبرنا على عيشتنا ونمط حياتنا المرعب...
والله يحفظنا جميعا يا رب..وان شاء الله تكون مرحلة مؤقتة وتعدي على خير...
 
Post a Comment



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?